اقيموها فى قلوبكم تقم على ارضكم

قال الله تعالى في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين:-

{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }النحل

وصلوات ربي وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول الله وأنت تقول لأصحابك لما اشتد جزعهم يوم مؤتة (ليدركنَّ الدجال قوماً مثلكم أو خيراً منكم ثلاث مرات, ولن يخزي الله أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم آخرها). صححه الحاكم.

أيها الناس:- جئناكم بخبر عاجل, جئناكم نذكركم بمصيبة زلزلت أركان أمتنا, وصدّعت أوصال أركاننا, وهدمت شموخ عزتنا, جئناكم والقلوب تقطر دماً, مكلومي الفؤاد منكوبي العتاد, نذكركم بذكرى قاسية وحادثةٍ مفجعة وداهية أطفأت جذوة الحكم بشرع الله, إنها زلزال العصر ولطمة الدهر وداهية الأيام والليالي, إنه خبر زلزال هدم الخلافة.ففي مثل هذا اليوم, وقبل ثمانية عقود ونيف, حجبت شمسُ الخلافة عن الوجود, غابت قلعة الحق فسدت في وجهنا السدود, وصار عيش المسلمين نكد واستفحل الظلم وعم الأنين. تقهقرنا فصرنا بين الأمم رعاع, لا يحسب لنا حساب, ثم ولج حكامنا _ ويا للعار _ باب الذلة بأرتجة الخيانة, ومزالج التآمر. بنت خلافتنا صروح الحضارة أصنافاً, وعمت نهضة طالت جميع مناحي الحياة, فأتت أيدٍ نحسة لتهدم علو شأننا بدعاوى وطنية قذرة, وأخرى قومية نجسة.

أيها الناس:- نستحلفكم بالله العلي العظيم, أيُّ أمر في هذه الحياة الفانية يستأهل القعود عن العمل مع العاملين المخلصين, أي جنةٍ ترجى في هذه الأرض إذا ما قيست بجنان النعيم في أعلى عليين, أي عظيم هذا الذي يتقى والعظمة لله وحده. فإن قلتم إن العمل يحتاج الوقوف أمام الطواغيت, فإننا نذكركم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:- (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله). ثم إن الحكام هؤلاء لن يحتملوا الوقوف أمام زحف حملة الدعوة المخلصين, فإن عروشهم مهترأة, وهي أوهن من بيت العنكبوت, وكيف لا تكون كذلك, وهم لا يملكون زمام أمورهم, فكونوا على ثقة أن زوايا التاريخ الصدئة وصفحاته السوداء بانتظارهم

.أما إن قلتم فإن العلماء لهم في ذلك وجوه شرعية, نقول:- ليس من العلماء المعتبرين من لا يعتبر العملَ للخلافة فرضاً إلا علماء السلاطين. وهاكم مقتطفات من أقوال علمائنا الأفاضل في موضوع الخلافة وفرض إيجاد الجماعة :

يقول الشهرستاني: " إنه ما دار في قلبه ولا في قلب أحد أنه يجوز خلو الأرض من إمام ".

أما الماوردي فيقول: " عقد الإمام لمن يقوم بها في الأمة واجب بالاجماع ".

وقد وقع عند الآمدي قوله: " مذهب أهل الحق من الإسلاميين أن إقامة الإمام وإتباعه فرض على المسلمين".

إذن فلا يروعنكم ما يهذي به علماء السلاطين من ساقط القول وحقيره.

عباد الله:- اعلموا أن من يروم إخماد النجوم إن هو إلا مغفل واهم, فزأرتكم عظيمة _لو تعلمون_ وقوتكم رصينة, ولكن هذه الزأرة وتلك القوة تحتاج إلى مبايعة خليفة, سيمرغ بجيوشه المظفرة وجه أمريكا بالتراب وبالتالي فإن جبروتها بإذن الله سيفنى ويتذلَلْ, وستقع أوروبا في وحلنا, ثم بإذن الله ستندثر بعد أن تتوسَلْ, ويصبح إخوة القردة والخنازير أثراً بعد عين ولدود الأرض سيغدون أطيب مأكل.

- إن الخلافةَ قد أظلَّ زمانُها

والنصرُ يأتينا من الرحمن

ِفترى الفوارسَ في ميادينِ الوَغَى

في الحربِ ينقضُّون كالعُقبان

ِيأتي الخليفةُ والكُمَاةُ تَحُفُّهُ

فكأنَّنا في بَيعَةِ الرِضوان

ِواعلموا أننا لا نبيع كلاماً ولا نتخطى آفاق الخيال,

بل هي ورب الكعبة إمارات وبشارات.

سنظَلُّ نَرقُبُ ساعةَ البُشرى معاً ويقينُنا أقوى من الأوهامِ

يا ساعةَ البُشرى أطِلّي, عَجِّلي, يا ساعةَ الإعلانِ

حُلُمُ الخلافةِ باتَ أمراً واقعا

فَلتَمْضِ راياتُ العُقابِ أمامي

فالخلافة أظل زمان عودتها,

فتهيأوا لارتشاف عبق عبيرها ولتشد الأيدي معاً,

ولترفع الرؤوس عالياً, فطوبى لأهل الخلافة

, وطوبى لمن عمل بها ولمن نصرها وناصرها,

والله معكم ولن يتركم أعمالكم.